شارك الأخصائي النفسي الإكلينكي والمعالج النفسي، فيصل طهاري في الندوة التفاعلية التي نظمتها الجمعية المغربية للانصات والتحاور حول موضوع التهييء للامتحانات في فترة الحجر الصحي. وفيما يلي ملخص للنصائح والتوجيهات التي صرح بها فيصل طهاري.
وقال طهاري، خلال الندوة، إن " التلاميذ المقبلين على هذا الاختبار الوطني عانوا خلال هذه الظرفية الصعبة من القلق والتوتر وذلك لأنهم ولأول مرة سيدرسون نصف دورة دراسية وليس سنة كاملة"، معتبرا أن "هذا الأمر أنتج لديهم ضغطا إضافيا بسبب أن فهم واستيعاب المعلومات والدروس وشرح الأساتذة كان محصورا فقط عن طريق وسيلة جديدة في التعلم وهي التعليم عن بعد"، مشيرا إلى أن كل هذه الظروف ساهمت في أن يعيش التلاميذ هذه السنة وضعا استثنائيا بكل المقاييس، ثم أضاف مستدركا: "كل هذه العوامل لا تعني أنهم سيفشلون في الامتحان".
القلق أو الخوف من الامتحان هو شعور عاد يمر منه أي تلميذ مُقبل على هذا الاختبار الوطني
وواصل، أن "القلق أو الخوف من الامتحان هو شعور عاد يمر منه أي تلميذ مُقبل على هذا الاختبار الوطني، لكن عندما يصبح هذا القلق من الامتحان مرضيا فإن ذلك قد تسبب في عدة أشياء منها "البلوكاج" سواء في مرحلة الاعداد والمراجعة للدروس أو خلال مرحلة الاجابة عن أسئلة الامتحان"، بحسبه دائما، فإن "فترة الاستعداد للامتحان مرحلة أساسية من أجل تبديد الشعور بالخوف من الامتحان" يقول الأخصائي النفسي.
فترة الاستعداد للامتحان مرحلة أساسية من أجل تبديد الشعور بالخوف من الامتحان
وحول كيفية التغلب على هذا الشعور بالقلق، نصح الأخصائي النفسي، بأنه على التلميذ المرشح لهذا الاستحقاق الوطني بضرورة الاستعداد للامتحان بشكل جيد وأن يحرص على مراجعة كل الدروس الموجودة في المقرر، مبرزا أن "التلميذ الذي يلج قاعة الامتحان هو ناقص المعلومات أو أغفل جانبا من بعض الدروس فإن هذا العامل سيؤثر عليه سلبيا بشكل كبير".
وشدد ذات المتحدث، على أنه بالإضافة إلى "الاستعداد الجيد للامتحان يجب على التلميذ أن يفكر بطريقة إيجابية على أساس أن هذا الامتحان مثله كمثل باقي الامتحانات التي مر منها خلال مساره الدراسي؛ ويعتبر أن أسئلة الامتحان هي في المتناول ومحصورة فقط في الدروس الملقنة في القسم، وذلك من أجل مساعدة العقل على تثبيت المعلومات والمراجعة التي قام بها التلميذ من قبل"، موردا عن هذه الطريقة ستزيل كل الضغط النفسي وبالتالي سيتمكن التلميذ من الإجابة بكل سهولة خلال مرحلة الاختبار.
أسئلة الامتحان هي في المتناول ومحصورة فقط في الدروس الملقنة في القسم
كما نصح طهاري، التلميذ بأن يقرأ بكل تمعن كل أسئلة الامتحان جيدا قبل الشروع في الإجابة، ثم أن يستعمل المسودة ويحرر فيها النقاط الرئيسية فضلا عن حسن التعامل مع تدبير الوقت خلال الامتحان.
وفي سؤال حول إذا كانت أجواء الاختبار الوطني والتي ستجرى لأول مرة في قاعات رياضية إلى جانب إجراءات أخرى مرتبطة بالسلامة الصحية منها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي ستؤثر على نفسية وتركيز التلميذ، رد الأخصائي النفسي أنه ليس مهما الفضاء الذي سيجري الامتحان سواء كان في قاعة المدرسة أو قاعة رياضية الأهم أن الطاولة والكرسي موجودان، والأكثر أهمية هو حضور الذهن والتركيز التام عند التلميذ لكي يستطيع الإجابة الصحيحة عن كل أسئلة الاختبارات، على حد قوله.
التواجد بقاعات رياضية واسعة سيمكن من تحقيق شرط التباعد في إطار السلامة الصحية
واعتبر ذات المتحدث في نفس التصريح، أن التواجد بقاعات رياضية واسعة سيمكن من تحقيق شرط التباعد في إطار السلامة الصحية ثم من جانب آخر سيتمكن التلميذ من تجاوز الازعاج الذي قد يصدر أحيانا من تلميذ آخر، مؤكدا في الختام، أن وضع امتحانات هذه السنة سيكون مريحا رغم التوجس بسبب فيروس كورونا.
يشار إلى أن العد العكسي لانطلاق الدورة العادية من الامتحان الوطني الموحد للباكلوريا لم يتبق عليها سوى أسبوع واحد حيث ستجرى الدورة العادية، كما حددتها الوزارة الوصية، وفق قطبين قطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، يومي 3 و4 يوليوز 2020، ومن 6 إلى 8 يوليوز القطب العلمي والتقني وكذا البكالوريا المهنية. وسيتم الإعلان عن نتائج الدورة العادية يوم 15 يوليوز 2020، فيما ستنظم الدورة الاستدراكية من 22 إلى 24 يوليوز 2020 بالنسبة لجميع الشعب والمسالك، بينما سيتم الإعلان عن النتائج النهائية في أجل أقصاه 29 يوليوز 2020. وقد أكدت الوزارة التعليم، في وقت سابق، على أن مواضيع امتحانات هذه السنة، ستقتصر حصريا على الدروس التي تم إنجازها حضوريا قبل تعليق الدراسة وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص.
إرسال تعليق